تقرير: محمد جودالله_ دائرة العلاقات العامة
تتميز جامعة النجاح الوطنية بكادريها الأكاديمي والإداري وبنيتها التحتية مما جعلها تتربع على عرش الجامعات الفلسطينية وتغدو واحدةً من أفضل الجامعات ليس على مستوى الوطن العربي فحسب بل على المستوى العالمي، وتُعتبر جامعة النجاح من أكثر الجامعات كفاءةً في مجال البحث العلمي الأمر الذي ساعد على تبوئها لهذه المكانة.

خمسة باحثين من كلية العلوم في جامعة النجاح خرجوا ببحثٍ علميٍ جديد رفع من إسم جامعتهم وسطر أسماءهم في مجلات البحث العلمي العالمية، ليكونوا بذلك مدعاة للفخر والتميز لجامعتهم ووطنهم.
حيث إستطاع الفريق المكون من الأستاذ الدكتور غسان السفاريني، عميد كلية العلوم في جامعة النجاح الوطنية، والأستاذ الدكتور إسماعيل الوراد، والأستاذ الدكتور شحدة جودة، والأستاذ مطاوع منصور، والدكتور أشرف صوافطة، الخروج ببحث علمي هو الأول من نوعه حمل عنوان (قياس تركيز النشاط الإشعاعي لأنوية يورانيوم 238 وثوريوم 232 في حصوة كلية شخص مريض بالسرطان ومقارنتها لشخص معافى بإستعمال طيف أشعة جاما و الEDS).
وراء البحث الجديد...قصة غريبة
ويروي لنا الأستاذ الدكتور إسماعيل وراد القصة التي كانت وراء هذا البحث والتي بدأت عند غياب طالبة عن محاضرته لمدة أسبوعين وعند عودتها أوضحت أن السبب من تغيبها قيامها بعملية إزالة حصوة من الكلية، ويتابع لنا الدكتور وراد تفاصيل القصة: "طلبت منها إحضار الحصوة بدافع الفضول وفعلاً قامت بإحضارها، قُمت بترك الحصوة بالخطأعلى صورة ملونة في المختبر, لاحظت تغيراً في لون الصورة القربية من الوعاء البلاستيكي المحتوي على الحصوة مع الزمن, الأمر الذي أثبت لاحقاً وجود العناصر المشعة في الحصوة، قمت بإخبار الطالبة بدافع التحذير، وهنا كانت المفاجأة فقد إعترفت الطالبة أن الحصوة لا تعود لها بل لجارتها التي قامت بذات العملية، ليتبين بعد أيام قليلة إصابة جارة الطالبة بسرطان فتاك أودى بحياتها أثناء إعداد هذه الدراسة ....ومن هنا بدأ الربط"
ويضيف الدكتور وراد أنه بعد ذلك تم إجراء فحوصات على الحصوة في مختبرات جامعة النجاح، ومن ثم إرسالها للسعودية لمتابعة الفحوص، فضلاً عن قيامه شخصياً بأخذ الحصوة للهند وإجراء فحوصات إضافية، لتأتي نتائج الفحوصات وتأكد وجود عنصري اليورانيوم والثوريوم المشعين في حصوة المرأة المتوفاة.
ومن هنا قام الدكتور أشرف صوافطة بتقييم الناحية البيولوجية، حيث أن الإشعاع يعتبر أحد مسببات مرض السرطان الذي يؤدي الى تغير في تركيب الحمض النووي محدثاً إنقسام الخلايا بشكل غير طبيعي لتكوّن الخلايا السرطانية، حيث تم الربط بين الإشعاعات العالية التي وجدت في الحصوة والإصابة بسرطان الدم الحاد عند المرأة المتوفاة.
ويوضح لنا الأستاذ الدكتور غسان السفاريني الأمر بشكل مختصر، حيث أن اليورانيوم عنصر مشع موجود في قشرة الأرض منذ الأزل، وقد يكون غبار اليورانيوم في بعض المناطق على شكل جسيمات صغيرة جداً في الهواء، وقد يؤدي استنشاقه بشكل متكرر الى تجمعه في الكلية وإلحاق الضرر بها، حيث يستقر جزيء يورانيوم واحد من أصل ثمانية في الكلية مشجعاً حدوث أمراض السرطان.

ويضيف الأستاذ الدكتور السفاريني أن الضرر يحدث عندما يشكل اليورانيوم في الأنابيب الكلوية مركبات مع مطروحات الفوسفات التي تضعف كفاءة الكلى.
ويفسر لنا الأستاذ الدكتور شحدة جودة أنه ومن خلال الدراسة للجسيمات المشعة العالقة في الهواء أو الذائبة في الماء فإنه يرى أن هذه الجسيمات غالباً ما تأتي من مكبات النفايات ومن الصناعات بشكل عام، كما أنها يمكن أن تدخل الى السلسلة الغذائية الأمر الذي يؤدي الى تراكمها مع الزمن في الأجسام البشرية وخاصة الكلى، حيث تصبح الحصوة نفسها مصدر مشع داخل الجسم مسببةً مرض السرطان, وفي هذا السياق يُشار الى أنه تم أخذ عينات من البيئة التي عاشت فيها المرأة المتوفاة ومقارنتها بعينات لمنطقة بعيدة عن الملوثات حيث ثبت وجود الفرق بشكل ملحوظ, وعليه تم ربط العلاقة.
وبعد أن توصل فريق جامعة النجاح لهذا البحث الجديد قام مختصون عالميون بتحكيم البحث، ليتم نشره لاحقاً في مجلة علمية عالمية كبحث علمي جديد معترف فيه على مستوى العالم.